10 ب ميدان ابن سندر - القاهره -مصر 01061680444 info@alalameh.net

معلومات قانونية

هنا تجد أحدث أخبار وفعاليات العالميه للمحاماه

قضايا الخلع في نظام الأحوال الشخصية السعودي 2022

اعتنى الإسلام بالزواج لأنه أساس العائلة واللبنة التي يقوم أعلاها المجتمع، وأداة الإنسان لتقنين الفطرة والغريزة التي أودعها الله فيه على وجه يحقق الاستخلاف في الأرض، وحفظ نوعه وذكراه بالتوالد والتناسل حتّى يرث الله الأرض ومن فوق منها، من هنا كانت مراعاة الإسلام بالأسرة والزواج ووضع لها نظاماً كاملاً محكماً تنجم فيه صلة الزواج في ما يتعلق بـ من الرحمة والمودة والسكينة، حيث جعله الله من آياته في خلقه وعده من نعمه على عباده فقال عز وجل: {ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذاك لآيات لقوم يتفكرون}، وبهذه الزوايا الثلاثة الواردة في الآية تتحقق السعادة المنزل والمودة والرحمة، ولو كان المنبع في الزواج مثلما أسلفنا الاطمئنان في العائلة واستمرار مودتها وتراحمها، سوى انه يأتي ذلك في بعض الأحيانً أن تنفصم عراها باشتعال خلافات بين الزوجين، والتي شرع الله لها فسخ العلاقة الزوجية كعلاج أخير متى ما تفشل كل سبل المعالجة والتصليح، فأباحت الشريعة فسخ العلاقة الزوجية تصليح للعائلة وحفاظاً على المظاهر والاقترانات ووضعت له حدوداً وضوابط في أعقاب نفاد مساعي الصيانة.

والإسلام بتشريعه للطلاق يكون منسجماً مع نسق التوسط بين الإسراف والتفريط، بعكس غيره من الشرائع، والتي منها ما تبيح فسخ العلاقة الزوجية على إطلاقه من دون محاذير ولو بغير حجة، ومنها ما يجعل الزواج مؤبداً ولا تبيح فسخ العلاقة الزوجية نهائياً مثلما هو الشأن في الغرب إذ سيطرت الوضع الحرج في الحياة الاجتماعية وشاع اتخاذ الأخدان والعشيقات، فجاء الإسلام وجعل فسخ العلاقة الزوجية عوز من حاجات الإنس لا يكمل اللجوء إليها سوى لدى اللزوم ووجود الدافع الشديد لها، ومن محاسن الشريعة الإسلامية أن جعلت فسخ العلاقة الزوجية بيد الرجل، ولذا لأن المرأة حثيثة الحنق شديدة التأثر وغالباً تدفعها طبيعتها إلى الركض خلف مشاعرها من دون ترو، ذاك لأنها خلقت على رقة في الطبع، وبها من الغرائز ما يصلح أن تكون مصدراً للحنان والأمومة، حيث لو جعل فسخ العلاقة الزوجية بيدها وهي على ما أسلفنا من رقة العاطفة وسرعة الانفعال لانهارت عدد كبير من الصلات العائلية والزوجية في لحظة طائشة وفور خصام عارض وذلك لا يحظر أن تكون ثمة سيدات يتم وصفهن بالحكمة والتروي غير أن أحكام الشرع تبنى على غالب الأوضاع.

وإذ إن الخالق عز وجل يدري تطلعات خلقه وهو اللطيف المتمرس وصاحب الخبرة ولقد تكرر كلامه إيتي في آيات فسخ العلاقة الزوجية في كتاب الله الخاتم {وإذا طلقتم الإناث}، والخطاب موجه للرجال ودليل على انه جعل فسخ العلاقة الزوجية بيد الرجال لحكمة يعلمها الخالق جل وعلا، حتى ان البحوث التي بحثت الحكمة من جعل حق فسخ العلاقة الزوجية بيد الرجل كقاعدة عامة، توصلت على أن ذاك ليس منقصة في حق المرأة لكن حراسة لها من انفعالاتها التي هي قسم من طبيعتها، ولو أنه الإسلام قد جعل فسخ العلاقة الزوجية بيد الرجل، ولقد أعطى المرأة الحق في الخلع من قرينها، كلما كان ثمة تبرير لهذا، وحفظ الإسلام للمرأة المسلمة حقوقاً فاقت به من كانت قبلها، لكن ان المرأة حاليا في الغرب لا زالت مواجهة بهدف حقوق ومكاسب، هي مقررة للمرأة المسلمة منذ عصر النبوة.

والخلع حق المرأة المسلمة في فسخ العلاقة الزوجية من قرينها إذا كرهته لدينه أو خلقه وتخاف أن لا تؤدي حق الله في طاعته، فلها أن تخالعه بعوض تفتدي به ذاتها ودليل مشروعيته كلامه هلم: {فإن خفتم ألا يقيما حواجز الله فلا جناح عليهما في حين افتدت به}، وري أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاد للمرأة التي كرهت قرينها ورغبت في مخالعته «أتردين فوق منه حديقته» صرحت نعم صرح صلى الله عليه وسلم لزوجها «إقبل حديقتها وطلقها تطليقة» والمرأة لا يمكن لها شرعاً أن تخالع قرينها بغير دافع، لأن الخلع إضرار بها وبزوجها وإزالة لمصالح النكاح لحديث «أيا كان امرأة سألت قرينها طلاقاً في غير ما ألم فحرام أعلاها رائحة الجنة» والخلع بمثابته فداء لا يصح سوى بعوض يتراضى أعلاه الطرفان وحكمه أنه طلاق لا رجعة فيه لأن إشتراط العوض والرجعة متنافيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

العودة للأعلى
اتصل الان